عندي سؤال عن هذا الحديث
ماذا معنى الصلاة في هذا الحديث؟
يقول أبي بن كعب . رضي الله عنه
للنبي صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله . أأجعل لك " صلاتي" كلها ؟
قال يكفى همك ويغفر ذنبك
للنبي صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله . أأجعل لك " صلاتي" كلها ؟
قال يكفى همك ويغفر ذنبك
اللهم صلى على محمد
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (2457) ﻭﺃﺣﻤﺪ (20736) ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻓﻲ "ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ" (8706) ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻓﻲ "ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ" (170) ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ "ﺍﻟﺸﻌﺐ" (1579)
ﻋﹷﻦْ ﺃُﺑﹷﻲِّ ﺏْﻥِ ﻛﹷﻊْﺏٍ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﹷﺎﻝَ : ﻗﹹﻞْﺕُ : ﻳﹷﺎ ﺭَﺳﹹﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻧِّﻲ ﺃُﻙْﺛﹻﺮُ ﺍﻟﺼَّﻠﹷﺎﺓَ ﻋﹷﻠﹷﻲْﻙَ ﻓﹷﻜﹷﻢْ ﺃَﺝْﻋﹷﻞُ ﻟﹷﻚَ ﻣﹻﻦْ ﺻﹷﻠﹷﺎﺗﹻﻲ ؟ ﻓﹷﻘﹷﺎﻝَ : ﻣﹷﺎ ﺷﹻﺊْﺕَ . ﻗﹷﺎﻝَ ﻗﹹﻞْﺕُ ﺍﻟﺮُّﺑﹹﻊَ ؟ ﻗﹷﺎﻝَ : ﻣﹷﺎ ﺷﹻﺊْﺕَ ﻓﹷﺈِﻥْ ﺯِﺩْﺕَ ﻓﹷﻬﹹﻮَ ﺧﹷﻲْﺭٌ ﻟﹷﻚَ . ﻗﹹﻞْﺕُ ﺍﻟﻨِّﺺْﻑَ ؟ ﻗﹷﺎﻝَ : ﻣﹷﺎ ﺷﹻﺊْﺕَ ﻓﹷﺈِﻥْ ﺯِﺩْﺕَ ﻓﹷﻬﹹﻮَ ﺧﹷﻲْﺭٌ ﻟﹷﻚَ . ﻗﹷﺎﻝَ ﻗﹹﻞْﺕُ ﻓﹷﺎﻟﺜُّﻠﹹﺜﹷﻲْﻥِ ؟ ﻗﹷﺎﻝَ : ﻣﹷﺎ ﺷﹻﺊْﺕَ ﻓﹷﺈِﻥْ ﺯِﺩْﺕَ ﻓﹷﻬﹹﻮَ ﺧﹷﻲْﺭٌ ﻟﹷﻚَ . ﻗﹹﻞْﺕُ ﺃَﺝْﻋﹷﻞُ ﻟﹷﻚَ ﺻﹷﻠﹷﺎﺗﹻﻲ ﻛﹹﻠَّﻬﹷﺎ ؟ ﻗﹷﺎﻝَ : ﺇِﺫًﺍ ﺗﹹﻚْﻓﹷﻰ ﻫﹷﻤَّﻚَ ﻭَﻳﹹﻎْﻓﹷﺮُ ﻟﹷﻚَ ﺫَﻥْﺑﹹﻚَ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﺣﹷﺪِﻳﺚٌ ﺣﹷﺴﹷﻦٌ ﺻﹷﺤﹻﻴﺢٌ . ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭﻱ ﻓﻲ (ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ) ، ﻭﻛﺬﺍ ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ "ﺍﻟﻔﺘﺢ" (11/168) ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ "ﺍﻟﺸﻌﺐ" (2/215) ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺘﻪ ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ "ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ" (1670) ﻭﻏﻴﺮﻩ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ :
" ( ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺻﻼﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ) ﺃﻱ ﺃﺻﺮﻑ ﺑﺼﻼﺗﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﻓﻴﻪ ﻟﻨﻔﺴﻲ . ( ﺗﻜﻔﻲ ﻫﻤﻚ ) ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺑﻬﺮﻱ : ﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﺻﺮﻓﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺯﻣﺎﻥ ﺩﻋﺎﺋﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻲّ ﻛﻔﻴﺖ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻚ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺭﺑﺸﺘﻲ : ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻢ ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻋﻮ ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺴﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺇﺫﻥ ﺗﻜﻔﻰ ﻫﻤﻚ ) ﺃﻱ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﺩﻧﻴﺎﻙ ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ، ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺣﻘﻪ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻧﻔﺴﻪ "
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ .
"ﻣﺮﻗﺎﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﺷﺮﺡ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ" (4/16- 17)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻼﻥ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﻭﻭﺟﻪ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺑﺼﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ : ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﹽﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ، ﺑﻞ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﺘﻌﺮﺿﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ، ﻭﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﹽﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍً ، ﻣﻊ ﻣﺎ ﺍﻧﻀﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺍﺯﻳﻪ ﺛﻮﺍﺏ ، ﻓﺄﻱّ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ؟ ﻭﻣﺘﻰ ﻳﻈﻔﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﹷﺲَ ﻣﻨﻬﺎ ؟ ﻭﺃﻧﻰ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﺩﻋﺎﺅﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻤﺎﺛﻞ ؟ "
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺘﺼﺮﻑ .
"ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻔﺎﻟﺤﻴﻦ ﻟﻄﺮﻕ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ" (5/6-7)
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﻗﻮﻟﻪ : ( ﺇﺫﻥ ﺗﻜﻔﻰ ﻫﻤﻚ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﺫﻧﺒﻚ ) ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺨﺼﻠﺘﻴﻦ ﺟﻤﺎﻉ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻤﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻮﺍﺭﺿﻬﺎ ؛ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺤﻨﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺴﻴﺮﺓ . ﻭﻣﻦ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻧﺒﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺑﻖ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﻧﻮﺑﻪ " ﺍﻧﺘﻬﻰ .
"ﺗﺤﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ" (ﺹ 45)
ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ :
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺃﻓﺄﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺻﻼﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻔﻰ ﻫﻤﻚ ... ) ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ : ﺃﻓﺄﺟﻌﻞ ﺻﻼﺗﻲ ﻟﻚ ﻛﻠﻬﺎ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﺍ : " ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻫﻨﺎ : ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " ﺍﻧﺘﻬﻰ .
"ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ" (24/156 - 157)
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ، ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ، ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ، ﻛﺄﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ :
" ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺭﺑﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ " ﺍﻧﺘﻬﻰ .
"ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ" (24/159) .
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ : ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻷﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺩﻋﺎﺀ ﻣﻌﻴﻦ ، ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ، ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ، ﻭﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻴﺮ ﻗﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻌﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻭﺁﺧﺮﺗﻪ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍ ، ﻭﻫﻮ ﻟﻮ ﺩﻋﺎ ﻵﺣﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﺁﻣﻴﻦ ﻭﻟﻚ ﺑﻤﺜﻠﻪ . ﻓﺪﻋﺎﺅﻩ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ " ﺍﻧﺘﻬﻰ .
"ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ" (1/193)
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻳﻀﺎ :
" ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻟﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﺃﺩﻋﻮ ﺑﻪ ، ﻭﺃﺳﺘﺠﻠﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﻭﺃﺳﺘﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮ ﻓﻜﻢ ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺷﺌﺖ . ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺻﻼﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ) ﻗﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻔﻲ ﻫﻤﻚ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﺫﻧﺒﻚ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ : ﺇﺫﺍ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺩﻧﻴﺎﻙ ﻭﺁﺧﺮﺗﻚ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻀﺮﺍﺕ " ﺍﻧﺘﻬﻰ .
"ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ" (1/349-350) .
ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺻﺤﺤﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ؛ ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺭﺍﻭﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ : ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻌﻴﻔﻪ ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ـ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺣﻨﺒﻞ ـ : " ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " ، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺠﻮﺯﺟﺎﻧﻲ : " ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻏﺮﻳﺐ " .
ﻳﻨﻄﺮ : "ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ" (16/80) ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ، ﻛﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻓﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﻦ ؛ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ : " ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺻﻼﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ" ؛ ﻓﻬﻮ ﺑﻈﺎﻫﺮﻩ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻤﺎ ﺭﻏﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ، ﻓﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ، ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﺑﺸﺘﻰ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ، ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﺃﻭ ﻣﻘﻴﺪﺍ ﺑﻮﻗﺖ ﺃﻭ ﺣﺎﻝ . ﺛﻢ ﻫﻮ ـ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻳﻀﺎ ـ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻬﺪﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ؛ ﻓﻼ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ، ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﺍﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.