إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 20 مايو 2013

تخريج حديث استئذان ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم ليقبض روحه . صحة قصة وفاة النبي


تخريج حديث استئذان ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم ليقبض روحه

ما صحة هذا الحديث : ( دخل الملك جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ملك الموت بالباب ، ويستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن من أحد قبلك ، فقال له : ائذن له يا جبريل . ودخل ملك الموت وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى . فوقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم:
( كما سيقف عند رأس كل واحد منا ) وقال : أيتها الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد الله ، اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضٍ غير غضبان ).


الجواب


الحمد لله

في قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أحداثٌ كثيرةٌ ، روى فيها الرواةُ الشيءَ الكثير ، ولكن خُلِطَ الصحيح فيه بالمكذوب ، وتساهل الكثيرون في ذكر ما ليس له أصل ، وما لم يأت إلا من طريق منكر متروك ، والذي يبتغي السلامة في هذا الباب عليه بالأحاديث الصحيحة ، إذ فيها الغنية والكفاية ، وفيها من وصف أحداث وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه العبرة والعظة والحكمة .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله "البداية والنهاية" (5/256) :

" وقد ذكر الواقدي وغيره في الوفاة أخبارًا كثيرةً فيها نكارات وغرابة شديدة ، أضربنا عن أكثرها صفحا لضعف أسانيدها ، ونكارة متونها ، ولا سِيَّما ما يورده كثير من القُصَّاص المتأخرين وغيرهم ، فكثير منه موضوع لا محالة ، وفي الأحاديث الصحيحة والحسنة المروية في الكتب المشهورة غُنيةٌ عن الأكاذيب وما لا يعرف سنده ، والله أعلم " انتهى .

وبعد البحث في مرويات قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم نقف على الحديث الذي ذكره السائل بهذا اللفظ لكن رويت أحاديث في استئذان ملك الموت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلفظ قريب مما ذكره السائل ، ولكنها أحاديث ضعيفة حكم عليها العلماء بالنكارة والوضع ، فمن ذلك :

حديث يرويه علي بن الحسين عن أبيه في قصة طويلة فيها ذكر استئذان ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم ومخاطبته له .

وهذه قصة رواها الطبراني في المعجم الكبير (3/129) وفي كتاب الدعاء (1/367) .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/35) : فيه عبد الله بن ميمون القداح ، وهو ذاهب الحديث .

وكذلك حكم عليه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (4/560) والحافظ ابن حجر في "أجوبة بعض تلامذته" (1/87) وابن كثير في البداية والنهاية (5/290) وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (5384) : موضوع .

وحديث آخر يرويه ابن عباس رضي الله عنها ، وفيه ذكر استئذان ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه .

رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/141) .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/36) : وفيه المختار بن نافع وهو ضعيف .

وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/560) : وفيه المختار بن نافع منكر الحديث .

وأما تخييره صلى الله عليه وسلم بين الموت والبقاء في الدنيا ، وكذلك قوله : ( بل الرفيق الأعلى ) فهذا ثابت عنه في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، وقد سبق ذكره في جواب السؤال رقم (45841) فليرجع إليه .



وقد سئل الشيخ ابن عثيمين بالنسبة لقصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ذكرت بعض كتب التاريخ أن ملك الموت أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه على شكل أعرابي ، ما صحة هذا الكلام ؟

فأجاب رحمه الله :

" هذا غير صحيح ...لم يأته ملك الموت ولم يستأذن منه ، بل خطب – صلى الله عليه وسلم – في آخر حياته خطبة وقال : ( إن عبدا خيَّره الله تعالى بين الخلد في الدنيا ما شاء الله ، وبين لقاء ربه ، فاختار لقاء ربه ) هكذا قال في آخر حياته ، فبكى أبو بكر ، فتعجب الناس كيف يبكي أبو بكر من هذه الكلمات ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو المُخيَّر ، وكان أبو بكر أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا الذي ورد ، أما أن ملك الموت جاء يستأذنه فهذا غير صحيح " انتهى . "لقاء الباب المفتوح" (2/340)

ومن أراد المزيد من الأحاديث الصحيحة في قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع إلى كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير (5/248) باب احتضاره ووفاته عليه الصلاة والسلام ، وكذلك كتاب "صحيح السيرة النبوية" تأليف إبراهيم العلي ، الباب السادس : مرض الرسول – صلى الله عليه وسلم – ووفاته .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

ما صِحة وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه ؟


ما صِحة وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه ؟

ما صحة هذه الوصايا ؟

وصايا النبي (1)
( يا علي لا تجلس بين النيام ولا تنام بين الجالسين، ولا تضع يدك على خدك ولا تشبك أصابعك ، ولا تنهش الخبز مثل اللحم ، ولا تأكل الطين ، ولا تنظر إلى المرآة ليلا ، ولا تلبس القميص مقلوبا ، ولا تنفخ في الطعام الحار ولا في قدح الماء ، ولا تنظر إلى ما يخرج منك ،ولا تتثاءب إلا ويدك على فمك، ولا تشم طعامك ، ولا تكبر لقمتك ، ولا تأكل في الظلمة)

وصايا النبي (2)
( يا علي من صلى علي بعد غسل القدمين عند الوضوء عشر مرات فرج الله همه وغمه واستجاب دعوته ، وأيضا من قرأ بعد الوضوء مباشرة إنا أنزلناه في ليلة القدر يكتب الله له بكل طهارة عبادة خمسين سنة، يا علي من قال كل يوم21 مرة اللهم بارك في الموت و ما قبله وما بعده لم يحاسبه الله تعالى )

الوصايا (3)
(يا علي عليك بقراءة سورة يس : ماقرأها جائع إلا يشبع ولا عطشان إلا روي ولا عريان إلا كساه الله ولا عازب إلا تزوج ولا خائف إلا أمنه الله ولا مريض إلا بري ولا مسجون إلا خلصه الله من سجنه ولا مسافر إلا أعانه الله على سفره ولا قرئت على ميت إلا وخفف الله عنه سكرات الموت والعذاب والعقاب)
 
هل هذا الكلام صحيح ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الجواب
 
أكثر هذه الوصايا لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .


وثبت النهي عن تشبيك الأصابع أثناء الذهاب الى المسجد ، وأثناء انتظار الصلاة ، وفي الصلاة .
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ فَلا يَقُلْ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ . رواه ابن خزيمة ، وصححه الألباني .

وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى المَسْجِدِ ، فَلا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ . رواه أبو داود والترمذي ، وصححه الألباني .

وعَنْ أَبِي ثُمَامَةَ قَالَ: لَقِيتُ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ وَأَنَا أُرِيدُ الْجُمُعَةَ ، وَقَدْ شَبَّكْتُ بَيْنَ أَصَابِعِي ، فَلَمَّا دَنَوْتُ ضَرَبَ يَدَيَّ فَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِي، وَقَالَ: إِنَّا نُهِينَا أَنْ يُشَبِّكَ أَحَدٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فِي الصَّلاةِ ، قُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ فِي صَلاةٍ ، قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ وَأَنْتَ تُرِيدُ الْجُمُعَةَ ؟ قُلْتُ : بَلَى قَالَ: فَأَنْتَ فِي صَلاةٍ . رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة ، واللفظ له .

وثبت النهي عن النفخ في الشراب .
وثبت النهي عن النفخ في الطعام
ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللّهُ عنهما ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

فيُكره النفخ في الطعام وفي الشراب المشتَرَك ، أي : الذي سوف يستعمله أكثر من شخص .
وروى ابن أبي شيبة من طريق كليب الجرمي أنه شهد عَلِيًّا رضيَ اللّهُ عنه يَنهى القصّابين عن النفخ، يعني في اللحم .
قال ابن قدامة في المغنِي : ويُكره النفخ في اللحم الذي يريده للبيع ؛ لِمَا فيه مِن الغش . اهـ .

وثبَت الأمر بِكظم التثاؤب .
قال عليه الصلاة والسلام : التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليردّه ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال ها ، ضحك الشيطان . رواه البخاري ومسلم .
وقال : إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فِيه ، فإن الشيطان يَدخل . رواه مسلم .
وقال : إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع . رواه البخاري في الأدب المفرَد .

وسبق في شرح العمدة :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/013.htm


ولا يثبت في فضل سورة (يس) حديث .

وما عدا ذلك فلا يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي أباطيل مكذوبة ، مثل : القراءة بعد الوضوء ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد غسل القدمين ، وما ذُكِر في فضل سورة ( يس ) .
والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد