السؤال :
ذكر الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني حفظه الله تعالى في إحدى القنوات الفضائية فضل قراءة سورة الكهف فقال إنه لم يرد حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه ذكر لفظ يوم الجمعة، وأن حديث أبي سعيد الخدري ليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو موقوف على الصحابي، بينما شيخه الألباني رحمه الله تعالى قال إن حديث أبي سعيد الخدري الذي فيه لفظ يوم الجمعة له حكم الرفع، وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني إن قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة بدعة، فهل في هذه الحالة نعمل بالأحوط ونتبع كلام الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني مخافة الوقوع في البدعة ؟ أم أعمل بكلام الشيخ الألباني؟ فأنا في حيرة من أمري بين العمل بالأحوط مخافة الوقوع في البدعة وبين فوات الأجر العظيم بترك قراءتها .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه قد اختلف في رفعه ووقفه، والراجح هو الوقف، لكن مثله لا يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع، قال الشيخ الألباني في الإرواء: ثم هو وإن كان موقوفا فله حكم المرفوع، لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر اهـ. وانظر الفتوى رقم: 54666
.
وفيه خلاف آخر في لفظه، فقد رواه هُشيم بزيادة: يوم الجمعة، بينما رواه سفيان الثوري وشعبة دون هذه الزيادة، وهذا مما يختلف فيه أهل العلم، فمنهم من يجعل ذلك من باب زيادة الثقة فيقبلها، ومنهم من يحكم على الزيادة بالشذوذ لمكان التفرد.
وكما هو واضح أن الخلاف ههنا خلاف علمي معتبر وقديم في باب قبول الرواية أو ردها، ويمكن للسائل أن يقف على تفصيل ذلك من خلال هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1458
وأما حكم المواظبة على تخصيص يوم الجمعة بقراءة سورة الكهف فلا حرج فيه، ولا يتأتى الحكم على ذلك بالبدعية، اعتبارا بهذا الخلاف السابق، وأما من اعتقد صحة الحديث بزيادة: يوم الجمعة، أو قلد من يقول بذلك من أهل العلم، فهذا تكون المواظبة في حقه سنة ثابتة، وقد قال الشيخ ابن باز في مجموع فتاويه: جاء في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أحاديث لا تخلو من ضعف، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه يشد بعضها بعضا وتصلح للاحتجاج، وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك، فالعمل بذلك حسن تأسيا بالصحابي الجليل رضي الله عنه، وعملا بالأحاديث المشار إليها؛ لأنه يشد بعضها بعضا ويؤيدها عمل الصحابي المذكور اهـ.
وقال الشيخ في فتاوى نور على الدرب: هذه السورة يستحب قراءتها يوم الجمعة، جاء في أحاديث فيها ضعف, ولكن ثبت عن بعض الصحابة أنه كان يقرؤها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ويروى عن ابن عمر، وهذا يدل على أن لها أصلا، فإن الصحابي لما واظب عليها دل على أن عنده علم من ذلك، فالأفضل قراءتها يوم الجمعة. اهـ.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/19510/print
والله أعلم.
ذكر الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني حفظه الله تعالى في إحدى القنوات الفضائية فضل قراءة سورة الكهف فقال إنه لم يرد حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه ذكر لفظ يوم الجمعة، وأن حديث أبي سعيد الخدري ليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو موقوف على الصحابي، بينما شيخه الألباني رحمه الله تعالى قال إن حديث أبي سعيد الخدري الذي فيه لفظ يوم الجمعة له حكم الرفع، وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني إن قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة بدعة، فهل في هذه الحالة نعمل بالأحوط ونتبع كلام الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني مخافة الوقوع في البدعة ؟ أم أعمل بكلام الشيخ الألباني؟ فأنا في حيرة من أمري بين العمل بالأحوط مخافة الوقوع في البدعة وبين فوات الأجر العظيم بترك قراءتها .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه قد اختلف في رفعه ووقفه، والراجح هو الوقف، لكن مثله لا يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع، قال الشيخ الألباني في الإرواء: ثم هو وإن كان موقوفا فله حكم المرفوع، لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر اهـ. وانظر الفتوى رقم: 54666
.
وفيه خلاف آخر في لفظه، فقد رواه هُشيم بزيادة: يوم الجمعة، بينما رواه سفيان الثوري وشعبة دون هذه الزيادة، وهذا مما يختلف فيه أهل العلم، فمنهم من يجعل ذلك من باب زيادة الثقة فيقبلها، ومنهم من يحكم على الزيادة بالشذوذ لمكان التفرد.
وكما هو واضح أن الخلاف ههنا خلاف علمي معتبر وقديم في باب قبول الرواية أو ردها، ويمكن للسائل أن يقف على تفصيل ذلك من خلال هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1458
وأما حكم المواظبة على تخصيص يوم الجمعة بقراءة سورة الكهف فلا حرج فيه، ولا يتأتى الحكم على ذلك بالبدعية، اعتبارا بهذا الخلاف السابق، وأما من اعتقد صحة الحديث بزيادة: يوم الجمعة، أو قلد من يقول بذلك من أهل العلم، فهذا تكون المواظبة في حقه سنة ثابتة، وقد قال الشيخ ابن باز في مجموع فتاويه: جاء في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أحاديث لا تخلو من ضعف، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه يشد بعضها بعضا وتصلح للاحتجاج، وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك، فالعمل بذلك حسن تأسيا بالصحابي الجليل رضي الله عنه، وعملا بالأحاديث المشار إليها؛ لأنه يشد بعضها بعضا ويؤيدها عمل الصحابي المذكور اهـ.
وقال الشيخ في فتاوى نور على الدرب: هذه السورة يستحب قراءتها يوم الجمعة، جاء في أحاديث فيها ضعف, ولكن ثبت عن بعض الصحابة أنه كان يقرؤها عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ويروى عن ابن عمر، وهذا يدل على أن لها أصلا، فإن الصحابي لما واظب عليها دل على أن عنده علم من ذلك، فالأفضل قراءتها يوم الجمعة. اهـ.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/19510/print
والله أعلم.